فى الألفية الجديدة : البطل لايهزم الأشرار وحده

لا شك أن عادات الشعوب و الجماعات قد تتغير بتغير البيئة المحيطة بها فالشعب المصرى على سبيل المثال تغيرت عاداته و أمزجته منذ خمسينات القرن الماضى و حتى الآن .. فأصبح المجتمع أكثر تحررا و أصبحت الحياة أكثر ديناميكية و سرعة و أصبح المقبول مرفوضا و المرفوض أصبح هو المقبول دون سواه

حتى صناعة أفلام السينما لم تسلم من التغيير ففى خمسينات القرن الماضى كان " شجيع السيما " هو البطل الخارق الذى لا يقهر فهو الوحيد القادر على قهر أعتى المجرمين دون مساعدة من أحد حتى قوات الشرطة التى كانت دائما ما تأتى فى آخر المشهد الساخن لتلقى القبض على ماتبقى من الأشرار بعد أن أطاح بهم " البطل " واحدا تلو الآخر و دائما ما ينتهى المشهد بتصفيق حاد من جمهور الفيلم بعد أن أشبع " البطل " غرائزهم فى الانتصار على الشر و الأشرار و يتعلق العقل الباطن للجمهور بهذا النسيج الخيالى للبطل حتى يصبح ملاذا للضعفاء و المغلوبين على أمرهم ينتقمون من ضغوط الحياة فى صورة هؤلاء الأشرار بأيدى البطل المغوار .

بعقلية " شجيع السيما " تعاقدنا مع أيمن عبد العزيز ليقوم بدور البطولة منفردا فى خط وسط الزمالك الدفاعى و أعتقد الكثيرون أن أيمن هو القادر على قهر جميع لاعبى الفرق الأخرى فهو القائد و المدافع و بانى الهجمات و قاطعها و مفسدها .. و كان اختبارا الأهلى هما المشاهد الأولى من أصل خمسة مشاهد أصر من كتبها و من سيخرجها على أن يسند دور البطولة المطلقة فيها لأيمن عبد العزيز

فمباراة أفريقيا و مباراة السوبر قد أثبتا بما لا يدع مجالا للشك أن أيمن يملك مقومات البطولة و لكن زمن البطل الأوحد قد ولى و انتهى و أصبح لكل بطل " سنيد " يساعده على أداء أدواره البطولية و لا مانع من أن يقتسما سويا النجاح و أن يتجرعا سويا الفشل

رغم احترامى و تقديرى للسنيده أمثال أحمد عبد الرؤوف أو محمد ابراهيم فمن الصعب أن نعتمد عليهم فى المواجهات الكبرى و مازال وسط الزمالك الدفاعى متعطشا للاعب آخر يرأب الصدع الذى فشلنا فى ترميمه منذ صفقة تامر عبد الحميد فى 2002 وفشلت جميع المجالس المتعاقبة - رغم كثرتها - على تدعيم هذا المركز لمدة 6 سنوات كاملة باستثناء علاء عبد الغنى الذى أرفض أن أعتبره لاعبا فى نادى الزمالك حتى الآن .

الزمالك سيخوض هذا الموسم منافسات بطولة أفريقيا و بطولة كأس السوبر و الدورى المصرى و كأس مصر و بعيدا عن حسابات قائمة كأس أفريقيا يتبقى للزمالك ثلاثة بطولات كبرى يحلم و يحمل كل لاعب وكل فرد من أفراد الجمهور فيها آمالا و أحلاما و طموحات مشروعة و طريق البطولة لن يتحقق الا بالفوز فى المباريات الكبيرة و الفوز فى المباريات الكبيرة لن يتحقق بلاعب اسمه أيمن عبد العزيز بمفرده مع ضعف باقى الأسماء التى تلعب بجواره ..

الأهلى دائما يحقق الفوز على الزمالك بامتلاك منطقة وسط الملعب حتى أن لاعبا مثل أنيس بو جلبان لا يشارك – تقريبا - الا فى مباريات الزمالك فقط و شاهدنا كيف أن لاعبا مثل أحمد حسن صنع الفارق مع الأهلى و لاعبا مثل أيمن عبد العزيز صنع فارقا للأفضل للزمالك مقارنة بأداء خط وسط الزمالك فى مباريات الديربى السابقة

اذن فالمعادلة ليست بمثل تلك الصعوبة التى أعتقدها أعضاء مجالس الادارات السابقين فقط تدعيم الوسط الدفاعى الآن يعيد التوازن الى الفريق من جديد و الوقت المتبقى و الأسماء المطروحة على الساحة لا تعطى الزمالك رفاهية الاختيار و البحث و التنقيب و لايوجد سوى اسم واحد يعطى اضافة مقبوله للفريق هو عبد الرحمن محيى لاعب الترسانه و قد أعلن اللاعب على الفضائيات و على موجات الاذاعات و صفحات الجرائد أنه يرحب بالانتقال للزمالك .

و رغم اعترافى بضخامة المبلغ المطلوب من ادارة نادى الترسانة و هو مبلغ أعلى بكثير من قدرات اللاعب - الذى لا أبالغ فى تقييمه و انما على الأقل هو أفضل من كل من يلعبون فى هذا المركز فى نادى الزمالك عدا أيمن عبد العزيز - الا أن الفشل المتكرر فى تدعيم هذا المركز سواء بلاعبين محليين أو أجانب يجبرنا على ضرورة التدعيم بأى مبلغ و فى أسرع وقت و نحن قادرون على التفاوض مع ادارة الترسانة حول تقليل هذا المبلغ و من الممكن طرح أسماء لناشئين الزمالك على سبيل الاعارة لتدخل ضمن الصفقة .

القيد المحلى انتهى منذ أيام قليلة اذا أراد نادى الزمالك أن يلحق بآخر أمال تدعيم الفريق فى أهم مركز يحتاجه الفريق لاستكمال مشواره الطويل فعليه أن ينهى صفقة محيى فى يناير القادم و الصفقة هى أسهل صفقات الزمالك بعد عمرو عادل فلا يوجد رغبتان للاعب و لا يوجد نادى ليس طرفا فى الموضوع و لاتوجد أموال من وكالة الأهرام للاعلانات و بالطبع لا يوجد أحد فى <محطة الرحاب لغسيل الدماغ و اذابة المبادىء > قد يقنع اللاعب أو إدارة ناديه بتحويل المسار إنما هى فقط مفاوضات جادة حول الشروط المالية للترسانه و بعدها يكون محيى لاعبا فى الزمالك .

و بعد قيد و مشاركة التونسى وسام العابدى ضمن قائمة الزمالك المحلية للموسم الجديد أصبح خيار الاعتماد على لاعب وسط اجنبى لا وجود له الا فى يناير القادم و بعد أن أضعنا على أنفسنا فرصة تدعيم هذا المركز بلاعب أجنبى صغير بعد أن أنهينا كافة المفاوضات مع اللاعب و ناديه بل و حجزنا له تذكرة حضوره الى القاهرة فوجئنا بأن هولمان قرر التعاقد مع ريكاردو ليكمل الحلقة الثالثة فى سلسلة المحترفين بنادى الزمالك و يذهب اللاعب الصغير الى أكبر أندية سويسرا للاختبار و مازالت الفرصة أمامنا فى يناير القادم لتدعيم هذا المركز بلاعب أجنبى بدلا من وسام العابدى الذى لم يستفاد منه النادى حتى الآن و أتمنى أن يدرك المجلس أن الزمالك لا يملك سوى يناير لتدعيم الفريق بصورة جيدة قبل أ يدخل فى دوامة الانتخابات و المجالس الجديدة و خلافه

عزيزى الأستاذ ممدوح عباس .. اذا أردت أن تهزم الأشرار فتيقن أن أيمن وحده لن يهزمهم .. ففى الألفية الجديدة .. البطل لايهزم الأشرار وحده
silent