[b][i]
لا مجال للعواطف في إدارة الكرة، ولا ينطبق عليها فن الممكن الذي ينطبق على السياسة، وهذا ما نريد أن يعرفه قادة الزمالك الحاليون لأننا بالطبع لا نعلم الغيب ولا ندري شيئا عن القادمين في يوليو.
ولأننا شعب عاطفي في الأساس، يبكي عندما يفرح، ويقول "اللهم اجعله خيرا" عند الضحك، رأينا مظاهرة الرقم "14" بعد انتهاء مباراة نهائي كأس مصر، تهتف بالروح والدم نفديك يا "إمام الموهوبين" ولا تذهب وتتركنا أيتاما على مائدة اللئام!
بعد أن طالب الكثيرون باعتزال حازم إمام، باتوا ينادون ببقائه واستمراره ليقود فريق البطولات.. أين هو هذا الفريق؟!
امتدت هذه المظاهرة إلى الفضائيات وتحديدا لبرنامج الأخ الممثل خالد الغندور، الذي فشل في التمثيل أمام غادة عبدالرازق، ولا يزال غير مقنع في برنامجه التليفزيوني!
في الماضي كان من شروط المذيع أو مقدم البرامج الفصاحة والبلاغة وسلامة النطق ومخارج الألفاظ والثقافة العالية التي تجعل منه ملكا للحوار ومناقشا لا يشق له غبار، لا فرق بين برنامج سياسي أو رياضي أو اجتماعي، وهكذا كان الرائد فهمي عمر استاذا جهبذا في برامجه الاذاعية الرياضية وفي تعليقه على نتائج الدوري العام عقب موجز أخبار السابعة مساء بإذاعة القاهرة قبل سنوات طويلة.
ظاهرة عدم احترام اللغة العربية لا تنطبق فقط على الغندور بل على كثيرين من مقدمي الرياضة في الفضائيات، وكتابها في المواقع الالكترونية، وأعتقد أيضا في الصحف التي يعالج المصححون فيها هذه العورات!
لا أدري لماذا قادني الحديث عن مظاهرة الرقم "14" إلى النحو والصرف والبلاغة!.. ربما لأني كنت في حالة قهر من مقال لكاتب رياضي شهير، أصبح الفاعل فيه منصوبا والمجرور مرفوعا!
ذكرني ذلك بواقعة الاشارة الحمراء في القاهرة، فقد ظللت في دبي ألقن ابني أنها تعني الوقوف، فإذا بقائد سيارة خلفي في إحدى اشارات القاهرة يطلق"كلاكسات" مزعجة معبرا عن ضجره وضيقه الشديد لتوقفي بسبب الاشارة الحمراء، ثم يتجاوزني صارخا: "يا حمار"!!
قال لي ابني الجالس بجواري حينها: أنت تعلمني "غلط"!
لا أريد أن يقرأ مثل هذه المقالات ولا أن يستمع لخالد الغندور وزملائه الفضائيين حتى لا يتهمني أيضا بتعليمه "غلط"!
بعيدا عن العواطف فإن حازم إمام يجب أن تكون هذه هي لحظته المناسبة للاعتزال تاركا الذكرى الطيبة، ولا يجب أن يفرض ممدوح عباس على الفريق لاعبين انتهت صلاحيتهم مثل طارق السيد وعبدالحليم علي، ولا أن يتعامل بفن الممكن، لأن هذا معناه أن تنتظر جماهير الزمالك سنوات عجافا أخرى لا يعلم إلا الله وحده متى تنت