ذكر العلماء أنه يكره نومه على بطنه من غير عذر،
واستدلوا لذلك بأحاديث فيها مقال منها ما رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: مر الرسول صلى الله عليه وسلم برجل مضطجع على بطنه،
فغمزه برجله، وقال: "
إن هذه ضِجعة لا يحبها الله عز وجل" (1)، ورواه ابن حبان في (صحيحه).
وروى
البخاري في (الأدب) عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مر برجل في المسجد منبطحاً لوجهه، فضربه برجله، وقال: "
قم؛ نومة جهنمية" (2).
وعن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال: كان أبي من أصحاب الصفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
انطلقوا بنا إلى بيت عائشة"، فانطلقنا، فقال: "
يا عائشة، أطعمينا"، فجاءت بحيسة مثل القطاة، فأكلنا، ثم قال: "
يا عائشة اسقينا"، فجاءت بقدح صغير فشربنا، ثم قال: "
إن شئتم بِتُّم، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد"، قال: فبينا أنا مضطجع في السحر على بطني، إذْ جاء رَجل يحركني برِجله، فقال: "
إن هذه ضجعة يبغضها الله"،
قال: فنظرت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) (رواه أبو داود،
واللفظ له، والنسائي (4) عن قيس بن طغفة -بالغين المعجمة-، وابن ماجه (5)
عن قيس ابن طهفة –بالهاء- عن أبيه مختصراً، ورواه ابن حبان (6) في (صحيحه)
عن قيس بن طغفة -بالغين- المعجمة عن أبيه كالنسائي)، ورواه ابن ماجه أيضاً
عن طهفة، أو طحفة على اختلاف النسخ عن أبي ذر قال: مر بي رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وأنا مضطجع على بَطْني، فركضني برجله، وقال: "
يا جنيدب، إنما هذه ضِجعة أهل النار" (7).
قال
الحافظ المنذري (
: قال أبو عمر النمري: اختلف فيه اختلافاً كثيراً
واضطرب فيه اضطراباً شديداً، فقيل: طهفة بن قيس بالهاء، وقيل: طخفة
بالخاء، وقيل: طغفة بالغين، وقيل: طقفة بالقاف والفاء، وقيل: قيس بن طخقة،
وقيل: عبد الله بن طخفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: طهفة، عن أبي
ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحديثهم كلهم واحد، قال: كنت نائماً بالصُّفة، فركضني رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله، وقال: "
هذه نومة يبغضها الله"،
وكان من أهل الصُّفة، ومن أهل العلم من يقول: إن الصحبة لأبيه عبد الله،
وإنه صاحب القصة. انتهى، وذكر البخاري (9) فيه اختلافاً كثيراً، وقال:
طغفة بالغين خطأ، والله أعلم.
والحيسة على معنى القطعة من الحيس؛
وهو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يُجْعَل عوضَ الأقط دقيق.
انتهى من (غذاء الألباب).
___________________________________________
1
- أحمد (2/ 287)، والترمذي (2768)، وابن حبان (5549)، والحاكم (4/271)،
وذكر البخاري هذا الإسناد في (تاريخه الكبير) (4/ 366) وقال: ولا يصح.أ.هـ.
2 – البخاري (الأدب المفرد): (1188)، وابن ماجه (3725).
3 - أحمد (5/ 426)، وأبو داود (5040) وغيرهما، وذكر البخاري الاختلاف في إسناده في (التاريخ) (4/366).
4 - النسائي (4/ 145).
5 - ابن ماجه (3723).
6 - ابن حبان (5550).
7
- ابن ماجه (3724)، وقال البوصيري في (الزوائد) (3/ 178): هذا إسناد فيه
مقال؛ محمد ابن نعيم لم أر من خرجه، ولا من وثقه، ويعقوب بن حميد مختلف
فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات.أ.هـ.
8 - (الترغيب والترهيب) (4/ 57، 58).
9 - (التاريخ الكبير) (4/ 366).